بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
الإعلام اليوم من خلال الإتقان الفائق للبرامج التي يقدمها، ومن خلال ما يتمتع به من قدرة كبيرة على التأثير بات قادراً فعلاً على أن يصنع شيئاً من لا شيء؛ إنه قادر على أن يوجد بيئة كاملة من الأفكار والمشاعر والقيم والاهتمامات والاتجاهات.لقد فتح الإعلام المعاصر آفاقا جديدة واسعة؛ ليُعبِّرَ بها المرء عن ذاته وشخصيته، والتفاعل مع ما حوله من قضايا وأحداث، بطُرق مختلفة، وأسالِيب متجددة، قد لا يدركها أو يستوعبها جيل الآباء والكبار.. إن الزمن قد تجاوز حقبة «حصار الكلمة» إلى فضاء حرية مسئولة عبر إعلام هادف وصادق يجد فيه المواطن العادي ضالته.كما ان العمل الإخباري الإعلامي النزيه لابد أن يركز ابتداء على إبراز الحدث، وتسليط الضوء عليه بالصوت والصورة والكلمة، عبر شبكة من المراسلين والمصورين المحترفين، ثم يتبع ذلك انخراط شخصيات متخصصة في تحليل ما يجري، وحصيلة متابعاتها ورؤاها فيما يختص بالحدث.فعملية نقل الحدث تعني بتفاصيل أحداثه من بداياته حتى نهاياته، أما التقييم فهو فضاء من التصورات والتحليلات لهذا الحدث معني بها المتخصصون والأكاديميون وأصحاب الخبرات والتجارب المتعلقة بنوع الحدث وماهيته، ولهذا إن اتفقت المشاهد والتسجيلات لحدث ما فمن الصعب الاتفاق على تقييم أو تحليل واحد لأنه مجال لأراء بشرية وتوقعات عقلية تختلف من شخص لآخر حسب رؤيته وخبرته وتوجهه.وإذا كان المال عصب المنظومة الإعلامية المعاصرة حيث يوفر إنشاء بنى وهياكل إعلامية، لكن بناء الكوادر الإعلامية المحترفة لا يقل أهمية عن أهمية المال، ويحتاج بالضرورة إلى وقت وجهد لا يستهان به؛ فهضم الرسالة الإعلامية، واستيعاب الفرص والتحديات الموجودة فيها، وشق طريق خاص متميز بين دروبها وشعابها، وقد يعتمد العمل الاعلامى على أسلوب عرض المادة الإعلامية، ومستوى قوتها، ورصانتها، واشتمالها على وسائل الإقناع، وفنون التأثير، وتدعيمها بالإخراج المناسب والدليل الموثق.وموهبة الإعلامي المحنك في ترتيب أفكاره والتخطيط الجيد للبرنامج وطرحه للموضوع وإدارته للحوار,وتركّز نظرية المسؤولية الاجتماعية على أنه من حق الناشرين أن يقولوا ويفعلوا ما يطيب لهم، كما أن من حق الرأي العام أن يتزود بالحقائق، وأن مسؤوليات وسائل الاتصال تكمن في تقديم المعلومات الدقيقة
إننا إذا أسكتنا صوتًا فربما نكون قد أسكتنا الحقيقة، وإن الرأي الخاطئ ربما يحمل في جوانحه بذور الحقيقة الكامنة، وإن الرأي المجمع عليه لا يمكن قبوله على أسس عقلية إلا إذا دخل واقع التجربة والتمحيص، وإن هذا الرأي ما لم يواجه تحديًا من وقت لآخر فإنه سيفقد أهميته وتأثيره